المتابعون

السبت، 17 سبتمبر 2011

دولة النحاس ( 3 )

لقد توقفنا في الحلقة الماضية عند رحيل افراد اسرة الامام الى الحجاز 


والحاق بالامام مع بقى زوجته الشابة التى كانت خالة السلطان الجديد 


الذي انقلب على الامام  .




مضت السنوات والسلطان الجديد يزور المناطق والولايات ليشاهد عجلة التنمية


بالبلاد ويزور الشعب ويلتقي بهم وكانوا فرحين كثير لتواجده ومراقبته سير المشاريع.


كثرة الشركات الاجنبية بالبلد واصبح من العادة ان تشاهد شركات يونانية وفرنسية


وكثير من الشركات الغربية  بعض هذه الشركات يملكها اصدقاء السلطان ايام دراسته 


والبعض يملكها افراد من الاسرة الحاكمة باليونان ويتقاسم معهم شركاء محليين قريبين


 من السلطان كالوزراء وبعض المقربين من افراد الاسرة المالكة بدولة النحاس .




عاشت الناس في بداية حكم السلطان الجلندى ببحبوحة من العيش الرغيد فقد كان يدفع
للمواطنين رواتب مجزيه تكفيهم ليعيشوا بساعدة وسرور وتساعدهم على الاكتفاء الذاتي
لذا عجلة التنمية كانت تسير وفق مارسم وخطط لها السلطان الجديد .


لم يكن السلطان الجديد يهتم بالتدخل بقضايا اقليمية او دولية فقد كان ماضي على نهج 


سلفه الامام السابق بعدم التدخل بالشأن الداخلي لدول الجوار او الصديقه .


مما اتاح للدولة النحاس ان تهتم بتطوير بنيتها التحتيه والعيش بسلام مصدره ثرواتها


المعدنية للدول الاخرى الصديقة والشريكة وحتى كانت لا تختلف عن باقي الدول 


التى تؤمن بالتعايش مع اليهود واحترام دينهم فقد كان لليونان الدور العظيم بتقريب


العلاقات بين دولة النحاس وبين اسرائيل ولكن لم يكن يشغل بال  المواطن بدولة النحاس


هذا الامر .


مضت الدولة في سيرها نحو الاقتصاد المشرق ولكن مع مرور السنوات اصبح الوضع
ينبأ بأرتفاع الاصابات المرضية بالمناطق التى يستخرج منها النحاس مما كلف الدولة 
مبالغ طائلة لتوفير الدواء والكادر الطبي لعلاج المصابين من اثار التلوث البيئ 


استفحل الامر ووصل الى غلاء كبير بين المواد والسلع فقد كانوا بعض التجار ممن


لم يحالفهم اقتسام كعكة النحاس انخرطوا بأسواق الاستهلاك ك المأكولات والمشروبات والبضائع والسيارات واحتكروها وسط غياب كبير من الرقابة بالدولة فبدات اثار المشكلة بالطفو فوق سط المجتمع لذا بدات رواتب الموظفين لا تكفي للمعيشة فبدا البعض
بالخروج من العاصمة والعودة الى الريف الذي جائو منه مما سمح للاجانب بالسيطرة الشبه كاملة على العاصمة واصبح لوبي التجار واعوانهم من المستثمرين بالدولة يتقاسمون كل شيئ من اراضي ومحلات واسواق وعمران ومشاريع وحدا بأبناء البلد الاصلين للعمل بوظائف متدنية ورواتب ضئيلة جدا لا تسمح للعيش بكرامة .


 الهجرة 


هاجر بعض المواطنين لدول الجوار والبعض لحق بالامام يستجديه لينقذ البلد ولكن كان الامام قد فقد سيطرته بالكمال على البلد فلم يبقى له اعوان بالداخل للمساعدة 
كان الامام يتألم عندما يشاهدهم  خارج قصره بالحجاز افواج من المواطنين يتذمرون ويشتكون ويصيحون من المعيشة الغالية والرواتب الضئيلة ولكن ليس بمقدوره فعل شيئ.




السلطان وحاشيته




عاش السلطان في رغد من الحكم القوي الذي يحيط به عسكر مدجج بالعتاد والقوة
السلطان الجديد تزوج من ابنة خاله كانت فتاة جميلة مثقفه ولكن كانت لا ترضى خالته
التى كانت تتمنى ان يكون لها ابنة لتزوجها السلطان الجديد فقد حرمة من الخلف .


السلطان الجديد اغدق اسرته بالمال الكثير ولكن لم يكن يقلدهم مناصب كبيرة فقد 
كانت المناصب لبعض تجار البلد وابنائهم مما استدعى الامر لتذمر كثير من اخوته 
والاختلاف معه ولكن كان لا يهتم بمطالبهم ولا يستمع لنصحهم .


كان السلطان الجلندى تاجر شاطر عرف كيف يدير البلد بعقلية التاجر الذي كان يخطط
لكل فلس قبل ان ينفقه واين سوف ينفقه وكيف يعود عليه بالفائدة .


صحيح انه كان مبذر لملذاته واهوائه ورحلاته بالخارج ولكن كان يشح على شعبه بعد
ان كانت سياسته ابان حكمة تختلف حيث كان يغدق عليهم ليكف السنتهم ويؤيدونه.


مضت السنوات عزل السلطان الجديد من عزل من افراد اسرته حتى وصل الامر الى اخيه قائد القوات المسلحة فقد امر السلطان بترحيلة الى اليونان للعلاج من حالة نفسيه
احيكة له من قبل اليوناني قائد بالسلاح ليتحول ابن الشاه بندر مرزوق وزير التجارة الى قائد للحرس وابن عمه خميس البيزنطي الى قائد للجيش .


دخلت البلاد في تحول كبير جدا ووضحت نوايا اليونان من مساعدة السلطان الجديد
ولكن الاسرة الحاكمة لم يكن هناك من قائد يستطيع ان يمثلها فقد لهوا في رغد الثروة.
واصبحوا خاوين على عروشها ممتلئة  بطونهم من النقود والنساء والشهوات الاخرى.


بقى الشعب يصيح للسلطان من جشع الوزراء الذين كانوا يتحكمون بالدولة من خلال
ربط منظومتها التجارية والصناعية والمالية وجميع مواردها لبعض الاسر الممتنفذه تحت سكوت  السلطان الجديد ومعرفته ببواطن الامور .




الاسرة السعيدة 




كانت اسرة السلطان الجلندى من اسعد الاسر بالعالم فقد كانوا يلفون العالم باكمله ويصورون مع باقي الاسر الحاكمه والمالكه والجمهورية الى ان استحقت السيدة الاولى بدولة النحاس لقب سيدة القلوب .


كانت السيدة تهتم بالاسرة وتربية الاولاد ولكن ليس لها دور كبير بدولة النحاس فقد كانت بعض زوجات الوزراء والتجار هن من يملكن الجمعيات الاجتماعيه والاسرية ويظهرن بوسائل الاعلام المحلية مما غيب السيدة الاولى عن مجتمعها واكتفت بتلميع صورتها بخارج الدولة ضانه بانه سوف يكسبها كثير من الاحترام الخارجي الذي تعول عليه بالمستقبل .




تأزم البلد ودخولها في معترك سياسي خطير


و بدا تصدع  جدار الاسرة الحاكمة






تابعوا الحلقة الرابعه