المتابعون

الأحد، 15 مايو 2011

جار معاليهم...



جار معاليهم...





لم يكن يعلم ان بيوم من الايام سوف تقوم مباني كبيرة قريبه من مزرعته 


الكائنة بأحد مناطق مسقط الحديثة .


فقد كان اول القاطنين بتلك الارض القاحلة بالسبعينات 




ارض مقحله اخبرنا عنها الشياب انها كانت مرابط للأبل




والبعض يقول هناك تموت الغزلان قد تكون الموالح 




او كما قالوا حيت تموت الكلاب عن المعبيله مع اعتذاري لاهالي المنطقه


مسميات كثيرة كان العماني يتئفف من تملك شبر ارض من هذه المناطق




حتى اني اذكر لي زملاء واصدقاء يتحسرون الان كيف كانت تباع الايصالات


ب 500ريال والارض التى بها ملكيه ب 1500 ريال بيع وسافر ورتاح


او شتري سيارة هوندا انتيجرا او جيتي بو طابوقه وقوم رايسبه وسيده دبي


دار الحي وغابن الفلوس.






جار معاليهم ....








عاش هذا الرجل العجوزبتلك المنطقة والبيوت الحديثه ع قيلتهم( مسلح) 


حاليا يسموهن توين فله ، تتكاثر من حوله 




وبين ليلة وضحاها جاوره احد أثرياء البلد قد يكون مدير او وزير او غفير المهم 




شخصيه مرموقه منهم بو يسوقبهم سائق عماني بو مصر ترمه ( خنجر وتاج )




وعاد هذا السائق حكايته حكاية ما يصدق وحليله من ينزل المسؤول يروح كارفور


يلف لفات بالمواقف وبالشارع يمسك مقود السيارة المورسديس بيد وحده وكل ما تجاوزته وحده قام يصطها.




المهم ما عليه خليه ابو الشباب يقضى ساعات يحلم انه يكون مثل الشخصيه المهمه التى يقودها يوميا 


الى العمل او الى الحفلات .






مثل ما كلنا نحلم بالسيارات الجديدة الي الحين تأتي موديلات واشكال والوان ومسكين العماني ما قادر 



يرهن وحده حال شركات التمويل القسط مرتفع والبنك يقصم الظهر.










جار معاليهم ....










مضت الايام وهو يربي الماشية ويزرع بعض الخضروات ك الطماط والفجل




عاش مكتفي ذاتيا لنفسه لم يعلم بأن يوم من الايام سوف يسكن بجانبه الهوامير




ولم نعلم ان بيع ارض بالمعبيله او بالموالح سوف تكن للهوامير فائده اكبر من المبلغ




الزهيد الذي قبضناه وتبعثر في الهواء الطائر .




ولم يكن يعلم العماني البسيط ان بيع مزرعته للهوامير سوف تجعله يشتري بعد سنوات 




سحارة الطماط ب 4 ريال وكيلوا الثوم ب ريال .






جار معاليهم...






كان قبل فترة يرعى اغنامه بالقرب من المزرعه وهو مبسوط ولكن ما ان اكتضت المدينة


بالفلل الجميلة الزاهيه ذات الرخاميات والجرانيت والانترلوك امام الفلل بدات الاغنام


تعتاد ع التمدن وتدخل حوش هذه الفلل ومن فله لفله والصاحب يركض وراهن


تضايقوا الهوامير وقالوا ما يصير هذا الشايب يقضى على الحياة العصرية للمدينة


الفارهه الظاهر انه يعيش بعصر السبعين حين لم تكن بعمان سوى ثلاث مدارس


وثلاث فلل حال الهوامير كانوا الهوامير ثلاث تصدقوا الحين اصبحوا 30 الف حسب اخر 


احصائية للمجلة ( حساد للابد )






جار معاليهم ...




وجد رسالة كتب عليها من رئيس بلدية المدينة الرجاء انك تخالف قانون عدم تربية الماشية 


بالمنطقه الفلانيه ارجوا ان تنقل ماشيتك وتذهب بها الى نهاية المدينة.


خالص التقدير والاحترام 


مدير البلدية










شيئ فشيئ بدئنا نبيع الاغنام ونشترى كيلوا الحم من المحلات ولم نعد نزرع الطماط 


ولا الفجل ولا الخيار بل كل شيئ نشتريه ونستورده وشيئ فشيئ بدئنا نفقد ان لم نكن قد 



فقدنا الانتاج المحلي واعتمادنا الكلي ع المستورد ف السح ( التمر ) حاليا نستورده من 


الدول المجاورة والطماط والفواكه والخضروات من الشام .






جار معاليهم ...




تصرف بأبعاد الماشية الى نهاية المدينة بالقرب من جسر اونفق صغير حيث اقام لهن


سياج خفيف احاط به بعض البليوت وعمل حضيرة صغيره عصريه ع قيلتهم.


كان دائما يذهب لنهاية المدينة لاطعام ماشيته وكان يحمل البرسيم ( القت ) فوق راسه


ويمشى عابر الفلل الفخمة الزاهية وكل من يمر به يبحلق ويتئفف من منظره 


قال احدهم لجاره : ما هذا ابوفهد اشوفكم ساكتين عن هؤلاء الفقارى هل يعقل


يسكن هذا الشايب بكوخ بسيط بمزرعته الصغيره بوسط مدينه فخمه .








جار معاليهم ....






وصلته رساله من شيخ المدينة يقول فيها 




الى الولمواطن ...... المحترم


تحيه طيبه 




الرجاء الابتعاد عن السلوكيات الغير حضاريه بالمدينة حيث انه تم مشاهدتك
بالقيام بأعمال تتنافى مع العادات والتقاليد العصرية الحديثة وقد وصلتنا بعض الشكاوى 


والتذمر من جيرانك .


لذا نرجوا منك احترام خصوصية المدينة الحديثه وان تقوم باعمال محببه.


خالص التقدير والاحترام 








مرت الايام 




وعدت الشهور




اتسعت رقعت المدينة وطلب من الشايب أن ينقل اغنامه لكي يقام منتزه لاطفال 


الهواميروممشى لكبار السن ومركز تجاري صغير حال احد التجار الاجانب .










تتسع الرقعة بكل شيئ فقد كانت الاراضي تباع بثمن بخس واليوم تباع بوزن الذهب


تتسع الرقعة بكل شيئ فقد كانت عربة التسوق لاغراض الراشن من المحلات مملوئه


ب 25 الى 35 ريال اليوم يصل ربع ما بالسله ب 50ريال .




اننا نعيش زمن اتساع الرقعة بكل شيئ








جار معاليهم ....






نقل اغنامه الى بلدة اخرى لم تصلها الخدمات الحديثة حيث بقية بلا هاتف
او طرق مسفلته او منتزهات او انترلوك.


وهنا وجد ظالته فقد يطول بها السنوات بالبقاء في هذه البلدة التى لم تصلها التنمية 




ولان بها بعض رعاة الشاه ممن هم اصدقاء الحرفه او المهنة المجيدين بالرعي 




لكن بدون جوائز طبعا فقط مجيدين لانفسهم قبل العيد يبايعوا الناس باسعار خياليه.










كلنا سوف ننتقل ومن بلدة صغيرة بخدمات بسيطه تتحول الى مدينة فارهه ويعوض


اصحابها او تباع اراضيها 


او يقوم المواطن البسيط ببيع ممتلكاته للهوامير الذين يلعنهم ليلا ويبايعهم نهارا بمكتب 


العقارات وعينه الى ما يملكون ويحسدهم ويتفوه بكلمات بذيئه بحقهم وهم ليس لهم ذنب 


سوى انهم ولدوا وهذا رزقهم او البعض تحايل الى ان وصل ما وصل اليه بطريقه مشروعه او بختلاس


او سرقه او نفوذ او تزوير او قمار او سمسره او دجل او واسطه او حظ الخ




كل احتمالات الرزق تجدها وهذه سنة الحياة ولا اعتراض على قسمة رب العباد


فكل انسان بالدنيا له نصيه قد يكون غني ولكن ليس سعيد وقد يكون فقير واسعد الناس






قد يعطي الله انسان المال ويحرمه الاولاد او العكس هذا قضاء رب العباد وقدرته .








قد يكسب رزقه بالحلال او يرث من الاباء 








جار معاليهم ...




رغم ما حصل له ظل بمزرعته الصغيره وحاولوا جيرانه ان يحيكوا له الدسائس 


والمكائد والفتن والرشاوي .


ولكن صمد كثيرا بالدعاء والصلاة والصبر. الان تتسالون لماذا يصر هذا الرجل العجوز


على البقاء في هذه المدينة رغم انه لم يعتاد ان يعيش بالترف او بالقرب من جيران اموات


لا تحس بجيرتهم او اطفال مرفهين يتحدثون الانجليزيه وشغالات فلبينيات


قد تقولوا يجلس يغازلهن ويستمتع .




بل كان محتشم يخاف ربه 




كان يخرج بوقت العصر يذهب الى السوبر ماركت يشتري كيس بطاطس ويوزعه



على الاطفال القريبن من مزرعته اعتاد الاطفال ان يجدوا كل يوم كيستهم من يده.










جار معاليهم ....




وصلته رساله 




ممن يا ترى 






من جاره القريب منه يعرض عليه مبلغ 150 الف ريال ثمن لمزرعته وبيته الصغير








فهل سوف يقبل 















جار معاليهم ...........



استقبل رسالة جاره القريب منه الذي بيوم من الايام لم يكلف نفسه بالسؤال عنه 



ورد عليه 



الى جاري العزيز.... تحية طيبة 

لا ارغب بالبيع الان واذا كنت متضايق من وجودي ف بأمكانك ان تعرض فلتك للبيع وسوف اقوم بالبحث 


لك عن مشترى سوف يعطيك ضعف ما عرضته لمزرعتي.


انتهى 





لو كل منا تمسك بما يملك لكن الحال افضل


قالها بعض الشباب من الذين مروا على الاراضي التى باعوها بهذه المنطقة التى ظهر


التطور بها سريعا .






جار معاليهم .....




عاش سنوات طويلة بالمدينة وحين جاء وقت رحيله الى بلدة اخرى لزيارة احد اقاربه



اغلق مزرعته وذهب الى جاره القريب وطلب منه ان يكفله بمزرعته 



اطرق جرس الفله وبعد دقايق جائته الخادمة طلب منها منادة سيدها




دقايق وصاحب المنزل يخرج فرحان يستقبل جاره العجوز ويرحب به ضان انه يريد


ان يعود بكلامه ويبيع المزرعه .... فستقبله بحفاوة وترحاب وادخله مجلسه 



وحين فاتح العجوز جاره بأنه يريد ان يسافر لزيارة احد اقاربه استغرب وانبهر

الرجل الهامور الذي يمتلك مختلف العقارات والمزارع والعمارات 



والذي لم يتوانا عن التخطيط للنيل من الرجل العجوز ويبصمه على ورقة كتب فيها تنازله عن مزرعته 


بحيلة خبيثه قال له هذه ورقة توكيلك كفالتي لمزرعتك حتى يكون بينا اتفاق تحسب لتدخلات الغير.





مرت الايام وتأخر الرجل عند قريبه لمدة شهر واكثر وبعده الشهر 


رجع الرجل صاحب المزرعه ووجد ا المزرعه يحيط بها سور عالي 



ووجد فوق السور سياج من الحديد المشوك وبوسط السور باب كبير ضخم وقفل كبير 



استغرب الرجل من تغير المكان شكك بعقليته ضن نفسه بانه يحلم او انه اخطا الطريق



رجع ادراجه الى بداية المدينة وركن سيارته وترجل ومشى الى مزرعته 



وعند وصوه بالقريب منها وجد انه فعلا امام سور عالي وباب حديدي كبير 




قبل شهور او قبل سنوات كم شخص منكم زار بلدته القديمه ووجد عليها سور او سياج حديدي او وجد


بدل بيته عمارة كبيره او ( مول ) متجر تجاري كبير كنت اذكر قبل ان يقام السيتي سنتر كانت مزرعة بسيطه 


بها بيت صغير وناس يسكنون بسلام وكنا حين نعود من المدرسة يمر الباص لانزال حفيد صاحب المزرعه



و كانت هناك مقبرة الى الان تجاور السيتي سنتر يدفنون فيها اصحاب المنطقه امواتهم .





جار معاليهم .........






اطرق باب جاره الهامور واطال المكوث خارج البيت وهو يطرق الجرس وبعدها 



جائته الخادمة لم تكن نفس الخادمة التى جائت قبل شهر حسب ما هو يقول طلب منها ابلاغ سيدها




قالت له بابا كبير ما موجود مسافر للعلاج موجود ارباب يريد شوف




جائه شاب في مقتبل العمر قال له تفضل الوالد استطيع ان اخدمك بشيئ



قال له اين والدك 

رد الشاب : الوالد با المانيا للعلاج 


رد الشايب : ولدي هذه المزرعه مزرعتي اريد مفتاح الباب 


قال له الشاب : الوالد هذه المزرعة ملك لجدي رحمة الله عليه وبعد موته الان اصبحت لابي والوالد ما موجود 


استغرب الرجل العجوز وقال له لا هذه مزرعتي لقد ذهبت الى زيارة احد اقاربي ولم استغرق طويلا 




جار معاليهم ...........




لم يكن موجود طوال سنوات بل غاب اثر حادث اصابه وهو ذاهب الى زيارة احد اقاربه وغاب عن الوعي وفقد الذاكرة


لسوات بعد افاقته تذكر بأن له مزرعه بالقرم 






بعد سنوات من الان 





يرث ابناء الهوامير اخفاقات وسذاجة اجداد الفقراء 




ويكون نصيبهم نصيب الاسد وللابناء الفقراء الفتات لاننا لا نتعلم الدرس كل شبر بثمن



يقول المثل ( ادخر دك ولا لك )





با الامس بكل بساطه نبيع اراضي نحسبها انها بلاقيمة ولافائدة ونبيعها لهوامير الذين يملكون


شراءها بعد سنوات نمر ونتحسف ونقول شوف كيف صارت مدينة ضخمه 




هكذا هو الحال 





نستخلص من هذه القصة ليس سذاجة العجوز بل حكمة العجوز العجوز كان صافي النيه لم يرضى 


ان يبيع مزرعته ولا بيته رغم الاغراءات ورغم التضيق 




اليوم نحن بلا اغراءات بلا تضيق ولكن لضيق حالة اليد 



نترك الزراعه ونترك تربية الطيور والحيوانات وزراعة الاشجار والاهتمام بالمزارع لاجل المدينه 



ذات يوم سوف لا يجدون ابناءنا مكان يسكنوا به وسوف يبحثون مثل ما بحث هذا الرجل 


عن مزرعته .