المتابعون

الأحد، 10 مارس 2013

بعض السيقان لا ترى







ضجر في ليلة الخميس كانت ليلة سوداء قاتمه السواد لا يخترق سوادها القمر والنجوم كانت في سفر لم اعرف الى اين اذهب






اقترح علي احد الاصدقاء المؤلفين ان احضر عرض مسرحية جديده كتبها قريبا وانها سوف تعرض بتلك اليلة 18 مارس


فقد كانت المسرحية تستحق العناء واليكم القصة :


قبل بدا العرض بساعتين اتصل الصديق المؤلف وقال يوجد ممثل لديه ضرف لا يستطيع الحضور هل بأمكانك تتقمص دوره فالعرض ليس بالصعب مجرد مشيئ واصوات 

و ....( تهويف)

هوه هوه هوه اه اه اه وتلوح بيديك ويمكن تمسك وحده من يدها وطوقها خصرها وانتهت السالفه

وبس .... التمثيل ما باغي شيئ ، و الناس مصعبه الموضوع ومحرمه تلاقي الاجساد ومنظر الاخصر وقياس مسافة الايادي التى تطوق الاخصر والسيقان المتناسقه والعود الممشوق . 



قلتله ما بردك وبجرب




( مدخل )



لبست الوجوه اقنعتها وتخفت من المجهول



قد كانت ليلة العرض الكبير لمسرحية



( بعض السيقان لا ترى )

المسرحية كانت تحكي عن واقع حياة البشر وتجردهم من سمو الاخلاق والفطرة البشرية وتقمصهم بالحياة لعدت اوجه ،،، الصباح تجده موظف محترم بين زملائه والمسؤولين يقدم التحية ويحترم الكل بينما بين اهله عكس ذلك بعد الظهر يسابق ليصف بالصف الاول بين المصلين بالمسجد او بالمكان الذي يصلى فيه بمقر العمل ولكنه حين يعود من العمل ما يعرف اين مقر المسجد بعد عودته من العمل قد يصرخ لاطفاله ولا يستطيع تحمل ضوضائهم وبرائتهم بينما يداعب اولاد المسؤول ويلاطفهم بعد المغرب يمد جسده المثقل باحد المقاهي ليحتسي القهوة بعد العشاء يغط في نوم عميق ليصحوا على الضجر ويختلف مع اراى الاخرين ويقمعهم الغريبه انه سبق وان قال عبارته المشهوره حيث انه كان يمر قبل شهور قليله باحلك الضروف ( انا اؤمن بالديمقراطيه والتعدديه والراي والراي الاخر ) .



لقد جمع لاداء المسرحية مئات الممثلين المخضرمين من كل أنحاء العالم تجردوا من كل تقاليد لباسهم ولبسوا ثوبا موحد ( الاسود ) يعبر عن التجرد من كل شيئ الون الذي يخفي كل شي تحت عبائته .


تشابهة الوجوه وسارت في عتمة اليل في صمت رهيب يقهر الطريق المؤدي الى دار المسرح

لا تسمع شيئ سوى أصوات الاقدام على الاسفلت .... الصوت يقترب اكثر فأكثر من الجمهور المنتظر بالمسرح وكأنه جيش جرار ذهب ليحرر القدس .



يوجد شاب مختلف يمشي بيننا يلبس ثوبا ابيض قصير وعمامة صفراء

الون الاصفر الذي يدل على الغيرة وبياض دشداشته يدل على النقاء
لقد اطمئننت من ذاك الشاب فقد كان ملتحي ويشع وجهه بياض ولم يكن يلبس اي قناع


قيل عنه مدسوس والبعض قال جالسوس فيما ذهب الاخرون بعيدا وقالوا انه صوفي او مذهبي او باغي يرجع الامامه .


البعض ضن ان المخرج ارد ان يخفي دوره ولم يبديه لنا حتى لا يقتل التراجيديا الحقيقيه للمسرحية


مشينا طويلا اخترقنا اشجار القرم ونحن ننزل من جسر معلق على جبلين تحفه حجارة
وتضيئ ليله الاسود قناديل وافنس صغيره واصوات صرايصر وابواق سيارات الاسعاف.
لم ندرى لماذا الاسعاف كانت تسير بمحاذتنا حيث اننا لم نطلب سيارة النجدة ولم تكن المسافة بالطويله لكي يغمى على البعض ولم تكن اجواء مسقط بالحارة ليلا .





مركز الشرطة لا يبعد عن المسرح سوى بضع كيلوا مترات و عن مستشفى خوله 5كيلوا الكل كان يحفظ السيناريو ونهاية القصة حيث تبدا القصة بالغناء وتنتهى ممدده اجسادن بالطواري الا الرجل الابيض لم يكن يأبه فقد كان يتمتم بكلمات لا تسمع لقد كان يحمل كتاب يقرا منه وكأنه يحفظ ليتلوا امام الجمع في المسرح او ليصلي بنا جماعة صلاة العشاء .




دخلنا المسرح من اضيق ابوابه حتى يبدو منظر الدخول رهيب وكأننا اسراب ذباب النحل تعود الى خليتها عبر ثقب صغير يخترق اجدر المسرح المبني من الصخور الصماء المكلفه 900مليون وقف الجمهور مذهول وكانت من بينهم راوية ، وسعاد ، وساجدة حيث كانوا ينتظروا ستارة المسرح ان تفتح ولم يتخيل بأن ممثلون الادوار يأتون من حيث دخل الجمهور ويجلسون بالمقاعد بينهم لتلتحم الاجساد بعضها ببعض وتضيئ انوار المسرح ويشيحون بوجوههم جميعا الى ستارة المسرح وهي تفتح شيئ فشيئ حتى اكتملت وبان النور .





انطفئة الانوار فجأة ليبدا العرض 


رجع الون الاسود يغطي كل الاقنعة ويغطي المسرح والوجوه و الوان ملابس الجمهور التى كانت مختلفه .




ظهرت على المسرح فتاة بيضا تلبس عبائة سوداء كشفت عن ساقها وهي تغني 


من فيكم 


كان يحلم

ان يرى فتاة

من هذا الوطن

تكشف عن ساقها بالمسرح امام الجمهور.





لقد كان ههذا هو عنوان المسرحية




( السيقان التى لا ترى الا ليلا ) . 




عندها بدات همسات تخترقه صمت المكان وفجأة سمعنا صوت اطلاق نار التفتت الوجوه بوتيرة واحده الى الاعلى حيث البلكونات الخاص بالسمو والسعادة والمعالي لم نجد قناص التفتنا بنفس الحركه يمنة الى حيث الصفوف المحاذية للجدران الامامية للمسرح لم يكن من مندس ويسرة لم نرى جاسوس بدانا نشك في بعضنا البعض ذعرنا ونهضنا من مقاعدنا تقمص كل منا دوره وركضنا الى المسرح لكي نمثل بأننا .


ولكن فجاة ومن النص الخارج عن النص نسينا نصوصنا اختلت ادوارنا فقدنا توازننا 


فهرعنا نمثل بأننا .....

سعداء


فقراء


بسطاء

سذج

حتى النخاع




بدا الشك يفرق شملنا كل منا ينظر الى سيقان الاخر لعل كل منا بجانبه زميل يحمل سلاح وانه يتقمص دور ما ...



ملتزم ارهابي 

سلفي رجعي 

مطوع متزمة 

لبرالي ملحد

علماني منافق 



لم نجد اي احد فقط .....وجدنا بأن القصة اختلقها المؤلف ليضللنا بأن شيئ يخترق صفوف وحدتنا يغتال برائتنا يفجر صمتنا يخلع حيائنا يشتت وحدتنا لاننا لم نكن صادقين لمسرح الحياة كل منا ارد ان يمثل وجه اخر غير وجهه الحقيقي كل منا كان يرتدي قناع يخفي بداخل اشياء واشياء لا تحمل لمسرح حياته اي موطن .







كل منا ذهب تفكيره بان


جاره

صديقه

زميله

رفيقه 


يخبي خلف بنطاله مسدس او قنبلة يدوية.





لم نرى الرجل الابيض في المسرح ولا على المقاعد الفارهه بالدرجة الاولى ولا بأقصى الدرجات الرخيصه للفقراء .
بحثنا عنه في كل الوجوه ....


خلعنا الاقنعه

تعرت الوجوه

وقبلها تعرت المشاعر

لم نرى الرجل الابيض


لم نرى راويه

ولا سعاد ولا ساجدة



لقد خرجوا كلهم من اوسع ابواب المسرح هربا مذعورين من هول الموقف وتراجيديا القصه.





و كذلك خرج الرجل الابيض بعد ان قرات الفاتحه بالمسرح بالخطأ .











بعد ساعات وجدانه ممد جسده بسرير الطواري مضخن بالدماء متلطخ ثوبه الابيض وعمامته الصفراء يمسك بها مكان الطلقه .



في ليلة 18مارس .