المتابعون

الجمعة، 24 سبتمبر 2010

الهرم والقلعة

حنفي وخلفان


حنفي من صعيد مصر وخلفان من سفوح جبال الداخليه
كانا في احد محطات القطار المتجه الى القاهرة قال حنفي لخلفان
ان مايميز مصر الاهرامات الشاهقه منذو الاف السنين 


سكت خلفان واخذ حقيبته بيده وهو يهم بركوب القطار قال:


وان مايميز بلدنا هي القلاع الصامدة منذو الاف السنين 


خلفان وحنفي صديقين حميمين  التقيا اول مرة باالحرم المكي حيث كان كل واحد منهم يذهب اول مرة للعمرة 
وتكونت بينهما صداقة حميمة تمخضت بجلب حنفي الى السلطنة
للعمل بمهنة تركيب السيراميك كان حنفي يجيد مهنته بشطارة 


خلفان مزارع لديه مزرعة كبيرة ورثها من جده لذا لم يحتاج الى تركيب السيراميك
بل عينه مزارع يحفر ويسقى ويربي الماشيه الى ان تناسى مهنته الاصليه


في بلدة كبيرة كمصر يعيش كثير من المواطنين تحت خط الفقر
لذا حنفي لا يتورع عن كيل المديح للريس حسني مبارك كل يوم
رغم مايعانيه من سؤ المعيشه وغربته بعمان ، حتى انه يتمنى بأن يفوز ابن الرئيس مصطفى
حسنى مبارك بالانتخابات القادمه والتى يخشى البعض ان تكون توريثيه


خلفان ايظا يمتدح الحكومة ويعتبرها هي من تطعمه وتسقيه
لذا علق صور السلطان بكل ركن في  منزله ويعتبر الكلام عن الحكومة وانتقادها من المحرمات والتى لا تجوز رغم حاجته الماسه الى تخفيف الضغط عليه من ديونه من بنك التنمية والذي اخذه للعمل محميات وافادة المجتمع


مضت السنوات وحنفي يعمل بمزرعة خلفان الكبيرة


خلفان لم يكن ابن شيخ او هنقري بل كان مواطن بسيط يبيع ما ينتجه من المزرعه وهو الشيئ اليسير من الخضروات وبعض الفاكهه 


حتى جاء موعد انتهى العقد واجازة حنفى فطلب من خلفان بأن يرافقه الى الصعيد ليرد له الجميل فحنفي حوش مبلغ يعتبر مناسب في مصر ليعمل ورشة صغيرة لتركيب السيراميك ليعود الى مهنته الاصليه التى افتقدها والسبب خجله من صديقه خلفان


قبل خلفان عرض حنفى وسافر معه على متن الطائرة العمانيه رغم ان حنفي كان يريد الطائرة المصريه لرخص سعرها


حنفى عرف عن عمان وحب العمانين للتراث وتفاخرهم به
لذا اول شيئ عمله عند وصولهم الى مصر طلب من سائق الاجرة
الذهب الى الاهرامات 




شاهد خلفان عضمت الاهرامات وصمودهن طوال قرون
اعجب كثير بالمصرين وارتباطهم بزمن الفراعنه وشعورهم
بالزهو والفخر لانتمائهم لهم رغم ان الحقيقه كانوا الفراعنه
يستعبدون المصرين 


في اثناء تجولهم بالاهرامات قال حفى لخلفان هل تذكر ياصديقى
في اول زيارة تعريفيه لعمان ذهبت بي الى قلعة نزوى وعدة قلاع بعمان رغم انه بعمان توجد لديكم مدن ومحلات تجاريه


وكم اخبرتني ارتباطكم بالتاريخ وتمجيدكم له


وحبكم للماضي حيث حكمتم عمان وزنجبار


قال خلفان نعم اذكر ولم اكن اعرف بأن المصرين ايظا 
على هذا القدر من التاريخ الكبير


قال حنفى انا لا اذكر اي زعيم فمنذو ولادتي شاهدة حسني مبارك يحكم مصر لذا عاش حسني مبارك عاش الريس


فرد خلفان وانا كذلك ياحنفي احب الحكومة واحب السلطان و عاشت الحكومة عاش السلطان عاش الامان.






بالبلدة 








عند وصولهم وجد خلفان ان حنفي يملك مزرعة اكبر من مزرعته بعمان وانه يملك حيونات وطيور وشبه ميسور الحال 


فبقى مندهش لماذا حنفي كل هذا الذي يملكه ويأتي يعمل لدي بعمان بمهنة مزارع


لم يسأله بذلك الوقت حتى صبح الصباح اليوم التالي


لم يستطيع خلفان كتم فضوله فتوجه الى حنفى وسأله


حنفي رغم انك ميسور الحال لماذا قبلت العمل كعامل 
بمزرعتي وتحت كفالتي


فرد حنفي لارتباطي بتاريخ قديم الى الان يجري بعروقي


ولا استطيع بأن اتخلى عنه وهو العمل والكدح والكرف ليل نهار
رغم كل شيئ هكذا يقول الاجداد والاباء وهكذا نعلم الابناء وهكذا يقول العلماء ولا تنسى اني معتمر 


لذا عاش الفراعنه عاشت الحكومة عاش الريس




عرف حينها خلفان نفسه بأنه لا يختلف عن حنفى بشيئ سوى انه 
يعيش بأرض النفط ويكيل المديح للحكومة ويسمع كلام المفتى والمشايخ


ويعيش بالتاريخ وكيف كانوا العمانين واين وصلوا




طلب حنفى من خلفان بأن يعلمه مهنة تركيب السيراميك لعل يوم سوف يعوز ويحتاج اليها


رفض خلفان رفض قاطع وقال لن ترضى عني الحكومة فأنا ابن البلد اشتغل بالسيراميك




بعد شهر رجع خلفان الى عمان وبقى حنفى بمصر


عند وصوله بالمطار شاهد خلفان اطنان من السيراميك المصري
مكدس في احد اركان المطار فسأل احد العاملين 


لماذا هذا السيرميك مكدس 
فرد عليه الشركة التى اخذت مناقصة تركيبه لم توفي بوعدها
وهربت 


تحسف حينها خلفان وتذكر كلام حنفي و كيف انه لم يتعلم 


كيف يكسب الوقت


بعد سنه شاهد خلفان بأحد الجرائد رسو مناقصة تركيب السيراميك واعادة تأهيله بصالة القادمون لشركة حنفى 


فذهب وسأل عن صاحب الشركة فقيل له انه حنفى
الصعيدي 


فعاد حنفى وردد مقولته الشهيرة


عاشت الحكومة عاش الامن عاش الامان